يوم مولدي .....
في ليلة جمعة من شتاء عام 1974 ، و في مدينة الرمثا الاردنية المتاخمة للحدود السورية ، امطار تهطل بغزارة مبللةً جدران و اسطح البيوت الطينية القديمة ، و ( موتورسيكل ) عسكري قديم يخترق صوته خرير مياه المطر الغزيرالممزوج بهدير الرعد يعبر الطرقات المليئة بالبرك المائية بسبب الحفر ، ورجل ـ يبدوعليه القلق و التوتر ـ يركب في العربة الجانبية للــ (موتوسيكل ) ويطلب من السائق بأن يسرع ، لأن زوجته في البيت على وشك ان تلد ، و يجب عليه أن يجد قابلة قانونية ( داية ) بسرعة ، و بعد بحث طويل و مضني لم يجدوا اي قابلة في المدينة ، فخرجوا إلى القرى المحيطة حتى إنتهى بهم المطاف إلى قرية نائية إسمها قرية ( الطرة ) ، و وجدوا هناك قابلة قانونية ، إمرأة في الخمسينيات من عمرها ، و بعد رجاء طويل و توسل إليها وافقت القابلة بالذهاب معهم إلى بيت الرجل ولكن إشترطت أن يرافقها زوجها في سيارتهم الخاصة ، ثم إنطلق الجميع إلى بيت الرجل حيث المرأة الوالدة تنتظر وهي تعاني من الم المخاض ، ولكن لم يكن الم المخاض وحده ما تعاني منه ، بل ومن ألم الفقر والحاجة ، ولأن مولودها هذا سيكون الثامن بين إخوته ، و بسبب الفقر والفاقة حاولت أن تجهضه ، كما حاولت من قبل مع باقي أبنائها و بناتها السبعة ، و ستحاول لاحقاً مع موالديها الستة القادمين دون ان تفلح بإجهاض اي مولود منهم ، ولكن في هذا المولود حاولت كل جهدها بأن تتخلص منه و بشتى الوسائل ، حتى أنها إضطرت لتناول الادوية تسبب الاجهاض ، و قد حقنت نفسها بستة عشرحقنة تساعد على الاجهاض دون فائدة ، ولجأت أيضاً إلى القفز من على سطح البيت على امل أن تنجح ، ولكن بائت جميع محاولاتها بالفشل ، أي نعم ، لقد قفزت من على سطح البيت ، ذلك البيت الذي يحوي غرفة واحدة فقط ، هي نفسها غرفة النوم وغرفة الضيوف والحمام ، و زوج عسكري لا يتقن في حياته إلا قيادة جميع السيارات وممارسة الجنس مع زوجته ! ، دون ان يأخذ بعين الاعتبار ثمرة هذا الجنس و ما يمكن أن تؤول إليه الامور إن لم يوفر مصدراً للرزقٍ الإضافي ، وعائلة مكونة من سبعة ابناء و بنات و ثامنهم المولود الجديد ، ولا يوجد مصدر دخل إلا راتبه ، و بنفس الوقت كان يغيب عن البيت فترات طويلة تصل في بعض الاحيان لأشهر ، وكأنه يريد بغيابه هذا أن يهرب من واقعه المرير إلى وهم احلام اليقظة و التمني ، لتلك الاسباب كانت هذه المرأة يائسة و بائسة .
بقيت هذه المرأة في مخاضها إلى أن اذن موعد صلاة الجمعة متزامناً مع أذان القابلة معلنة ومبشرة بقدوم مولود ذكر رغماً عن كل شيء ، ومتحدياً لجميع الظروف الصعبة ، وكأنه خرج إلى هذه الدنيا عناداً بها ، خرج وهو بصحة جيدة وكله نهم للحياة رغم صعابها و قسوتها وظلمها و شحها ، خرج معلناً بلسان حاله التمرد على البؤس والحرمان والفاقة ، وقد تلقى الوالد هذا الخبر بفرحة غامرة شاركه بها الجيران الذين إنهالوا على هذه الاسرة بالهدايا و الطعام بصنوفه المختلفة ، وكأن لهذا المولود خاصية معينة بشكل أو بآخر ، لدرجة أن الجارة أم يوسف الشرع تبرعت بأن تشارك الوالدة إرضاع مولودها لعامين كاملين ، فقد كانت هي الأخرى حديثة الولادة ؛ أم يوسف ، تلك الجارة الرائعة التي كانت لهذه السيدة كالاخت ، و للمولود كالام بعد أمه ، و لم تفارق أم يوسف هذه العائلة طيلة مكوثها في المدينة لا تتركهم إلا لضرورات بيتها وابنائها .
في ليلة جمعة من شتاء عام 1974 ، و في مدينة الرمثا الاردنية المتاخمة للحدود السورية ، امطار تهطل بغزارة مبللةً جدران و اسطح البيوت الطينية القديمة ، و ( موتورسيكل ) عسكري قديم يخترق صوته خرير مياه المطر الغزيرالممزوج بهدير الرعد يعبر الطرقات المليئة بالبرك المائية بسبب الحفر ، ورجل ـ يبدوعليه القلق و التوتر ـ يركب في العربة الجانبية للــ (موتوسيكل ) ويطلب من السائق بأن يسرع ، لأن زوجته في البيت على وشك ان تلد ، و يجب عليه أن يجد قابلة قانونية ( داية ) بسرعة ، و بعد بحث طويل و مضني لم يجدوا اي قابلة في المدينة ، فخرجوا إلى القرى المحيطة حتى إنتهى بهم المطاف إلى قرية نائية إسمها قرية ( الطرة ) ، و وجدوا هناك قابلة قانونية ، إمرأة في الخمسينيات من عمرها ، و بعد رجاء طويل و توسل إليها وافقت القابلة بالذهاب معهم إلى بيت الرجل ولكن إشترطت أن يرافقها زوجها في سيارتهم الخاصة ، ثم إنطلق الجميع إلى بيت الرجل حيث المرأة الوالدة تنتظر وهي تعاني من الم المخاض ، ولكن لم يكن الم المخاض وحده ما تعاني منه ، بل ومن ألم الفقر والحاجة ، ولأن مولودها هذا سيكون الثامن بين إخوته ، و بسبب الفقر والفاقة حاولت أن تجهضه ، كما حاولت من قبل مع باقي أبنائها و بناتها السبعة ، و ستحاول لاحقاً مع موالديها الستة القادمين دون ان تفلح بإجهاض اي مولود منهم ، ولكن في هذا المولود حاولت كل جهدها بأن تتخلص منه و بشتى الوسائل ، حتى أنها إضطرت لتناول الادوية تسبب الاجهاض ، و قد حقنت نفسها بستة عشرحقنة تساعد على الاجهاض دون فائدة ، ولجأت أيضاً إلى القفز من على سطح البيت على امل أن تنجح ، ولكن بائت جميع محاولاتها بالفشل ، أي نعم ، لقد قفزت من على سطح البيت ، ذلك البيت الذي يحوي غرفة واحدة فقط ، هي نفسها غرفة النوم وغرفة الضيوف والحمام ، و زوج عسكري لا يتقن في حياته إلا قيادة جميع السيارات وممارسة الجنس مع زوجته ! ، دون ان يأخذ بعين الاعتبار ثمرة هذا الجنس و ما يمكن أن تؤول إليه الامور إن لم يوفر مصدراً للرزقٍ الإضافي ، وعائلة مكونة من سبعة ابناء و بنات و ثامنهم المولود الجديد ، ولا يوجد مصدر دخل إلا راتبه ، و بنفس الوقت كان يغيب عن البيت فترات طويلة تصل في بعض الاحيان لأشهر ، وكأنه يريد بغيابه هذا أن يهرب من واقعه المرير إلى وهم احلام اليقظة و التمني ، لتلك الاسباب كانت هذه المرأة يائسة و بائسة .
بقيت هذه المرأة في مخاضها إلى أن اذن موعد صلاة الجمعة متزامناً مع أذان القابلة معلنة ومبشرة بقدوم مولود ذكر رغماً عن كل شيء ، ومتحدياً لجميع الظروف الصعبة ، وكأنه خرج إلى هذه الدنيا عناداً بها ، خرج وهو بصحة جيدة وكله نهم للحياة رغم صعابها و قسوتها وظلمها و شحها ، خرج معلناً بلسان حاله التمرد على البؤس والحرمان والفاقة ، وقد تلقى الوالد هذا الخبر بفرحة غامرة شاركه بها الجيران الذين إنهالوا على هذه الاسرة بالهدايا و الطعام بصنوفه المختلفة ، وكأن لهذا المولود خاصية معينة بشكل أو بآخر ، لدرجة أن الجارة أم يوسف الشرع تبرعت بأن تشارك الوالدة إرضاع مولودها لعامين كاملين ، فقد كانت هي الأخرى حديثة الولادة ؛ أم يوسف ، تلك الجارة الرائعة التي كانت لهذه السيدة كالاخت ، و للمولود كالام بعد أمه ، و لم تفارق أم يوسف هذه العائلة طيلة مكوثها في المدينة لا تتركهم إلا لضرورات بيتها وابنائها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق